ماذا قصد المسيح بقوله “أنا كائن”، “أنا هو؟

 In

قال يسوع في إجابته عن سؤال الفريسيين ” مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟” : “أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ. فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازاً فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا” (يوحنا 8: 53، 55-58). كان رد فعل اليهود العنيف على عبارة يسوع: “أنا كائن” دليل على فهمهم لما كان يعلنه لهم – أنه يجعل نفسه مستحقاً للقب “أنا كائن” الذي أعطاه الله لنفسه في خروج 3: 14.

لو كان يسوع يريد فقط أن يقول أنه كان موجوداً قبل وقت إبراهيم لكان قد قال: “قبل إبراهيم أنا كنت”. إن الكلمات اليونانية المترجمة “كان” في حالة ابراهيم و “كائن” في حالة المسيح مختلفتين تماماً. إن الكلمات التي إختارها الروح القدس توضح أن إبراهيم “جاء إلى الوجود” ولكن يسوع كائن منذ الأزل (يوحنا 1: 1). لا يوجد شك بأن اليهود فهموا ما كان يقوله لأنهم أخذوا حجارة ليرجموه من أجل أنه جعل نفسه مساوياً لله (يوحنا 5: 18). فعبارة كهذه، ما لم تكن صحيحة، هي تجديف عقوبته الموت بحسب ناموس موسى (لاويين 24: 11-14). ولكن يسوع لم يكن يجدف فهو كان ومازال هو الله، الإقنوم الثاني في الثالوث المقدس، مساوٍ للآب في كل شيء.

لقد إستخدم يسوع عبارة “أنا هو” في سبعة إعلانات عن نفسه. وفي هذه السبعة كلها فإنه يقرن عبارة “أنا هو” مع صور رائعة تعبر عن علاقته المخلصة للعالم. وكلها مسجلة في إنجيل يوحنا. “أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ.” (يوحنا 6: 35، 1، 48، 51)؛ “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ” (يوحنا 8: 12)؛ أَنَا بَابُ الْخِرَافِ… أَنَا هُوَ الْبَابُ” (يوحنا 10: 7، 9)؛ “أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ” (يوحنا 10: 11، 14)؛ “أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ” (يوحنا 11: 25)؛ “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ” (يوحنا 14: 6)؛ “أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ” ( يوحنا 15: 1، 5).